سورة الشعراء - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الشعراء)


        


{تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ}. {إِذْ نُسَوِّيكُمْ} نعدلكم، {بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} فنعبدكم. {وَمَا أَضَلَّنَا} أي: ما دعانا إلى الضلال، {إِلا الْمُجْرِمُونَ} قال مقاتل: يعني الشياطين. وقال الكلبي: إلا أوَّلونا الذين اقتدينا بهم. وقال أبو العالية وعكرمة: يعني: إبليس، وابن آدم الأول، وهو قابيل، لأنه أول من سن القتل، وأنواع المعاصي. {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ} أي: من يشفع لنا من الملائكة والنبيين والمؤمنين. {وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ} أي: قريب يشفع لنا، يقوله الكفار حين تشفع الملائكة والنبيون والمؤمنون، والصديق هو الصادق في المودة بشرط الدين. أخبرنا أبو سعيد الشريحي، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي، أخبرني الحسين بن محمد بن فنجويه، حدثنا محمد بن الحسين اليقطيني، أخبرنا أحمد بن عبد الله يزيد العقيلي، حدثنا صفوان بن صالح، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا من سمع أبا الزبير يقول: أشهد لسمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الرجل ليقول في الجنة ما فعل صديقي فلان، وصديقه في الجحيم، فيقول الله تعالى: أخرجوا له صديقه إلى الجنة، فيقول من بقي: فما لنا من شافعين ولا صديقٍ حميم» قال الحسن: استكثروا من الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعة يوم القيامة. {فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً}أي: رجعة إلى الدنيا، {فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} العزيز الذي لا يغالب، فالله عزيز، وهو في وصف عزته رحيم. قوله عز وجل: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ} قيل للحسن البصري: يا أبا سعيد أرأيت قوله: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ} و{كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ} و{كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ} وإنما أرسل إليهم رسول واحد؟ قال: إن الآخر جاء بما جاء الأول، فإذا كذبوا واحدًا فقد كذبوا الرسل أجمعين.


{إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ} في النسب لا في الدين. {نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ} {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} على الوحي. {فَاتَّقُوا اللَّهَ} بطاعته وعبادته، {وَأَطِيعُونِ} فيما آمركم به من الإيمان والتوحيد. {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ} ثوابي، {إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ} {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ}. {قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأرْذَلُونَ} قرأ يعقوب: {وأتباعك الأرذلون} السفلة. وعن ابن عباس قال: الصاغة. وقال عكرمة الحاكة والأساكفة. {قَالَ} نوح، {وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} أي: ما أعلم أعمالهم وصنائعهم، وليس علي من دناءة مكاسبهم وأحوالهم شيء إنما كلفت أن أدعوهم إلى الله، ولي منهم ظاهر أمرهم. {إِنْ حِسَابُهُمْ} ما حسابهم، {إِلا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ} لو تعلمون ذلك ما عبتموهم بصنائعهم. قال الزجَّاج: الصناعات لا تضر في الديانات. وقيل: معناه: أي: لم أعلم أن الله يهديهم ويضلكم ويوفقهم ويخذلكم. {وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌ}. {قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ} عما تقول، {لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ} قال مقاتل والكلبي: من المقتولين بالحجارة. وقال الضحاك: من المشتومين.


{قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ فَافْتَحْ} فاحكم، {بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا} حكمًا، {وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} {فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} الموقر المملوء من الناس والطير والحيوان كلها. {ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ} أي: أغرقنا بعد إنجاء نوح، وأهله: من بقي من قومه. {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} قوله عز وجل: {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ} {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ} يعني في النسب لا في الدين، {أَلا تَتَّقُونَ} {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} على الرسالة، قال الكلبي: أمين فيكم قبل الرسالة، فكيف تتهموني اليوم؟. {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ} {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ} قال الوالبي عن ابن عباس: أي: بكل شرف. وقال الضحاك ومقاتل والكلبي: بكل طريق، وهو رواية العوفي عن ابن عباس، وعن مجاهد قال: هو الفج بين الجبلين. وعنه أيضا: أنه المنظرة. {آيَةً} أي: علامة، {تَعْبَثُونَ} بمن مر بالطريق، والمعنى: أنهم كانوا يبنون المواضع المرتفعة ليشرفوا على المارة والسابلة فيسخروا منهم ويعبثوا بهم. وعن سعيد بن جبير ومجاهد: هذا في بروج الحمام أنكر عليهم هود اتخاذها، بدليل قوله: {تَعْبَثُونَ} أي: تلعبون، وهم كانوا يلعبون بالحمام. وقال أبو عبيدة: الريع: المكان المرتفع.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9